كيف يسقط الإنقلاب…دون لف أو دوران
Filed under: Articles, the Nidal Sakr tribune, مقـــالات عربيـــة
بقلم:
د. نضـــال صـــقرِ
مضى قرابة العامين على إنقلاب العسكر على الشرعية الديموقراطية في مصر. كرد فعل للإنقلاب الدموي ظهر لدينا معارضة للإنقلاب العسكري الدموي بهدف دعم الشرعية و إسقاط الإنقلاب.
و الحقيقة أن الأعمال تقاس بالنتائج، و النتائج على الأرض تشير بوضوح أن كل يوم منذ وقوعه لم يزدد الإنقلاب إلا تجذراً و تكريساً بغض النظر عن كل الجهود لإسقاطه، و بغض النظر عن فشله و فساده و كثرة فضائحه و تسريباته، و خلافه.
و من هنا فلا بد من وقفة عند واقع اليوم يتم فيها جرد كل ما مضى و الخروج بكشف حساب لتقييم كل المرحلة السابقة و إعادة التعرف عليها، و مراجعتها، و تشخيص الإشكاليات و المشكلات و الأسباب و النتائج، و إلا فإن أي حديث عن دعم شرعية و إسقاط إنقلاب يصبح عديم الجدوى.
شروط إسقاط الإنقلاب:
أولاً: الفهم Read more
متى النصر
Filed under: Articles, Uncategorized, مقـــالات عربيـــة
آفاق النصر بين المقومات و المعوقات و الاستحقاقات و التجليات
بقلم: د. نضال صقر
لخص احد فلاسفة الغرب ان المشكلة الانسانية هي “ان تكون او لا تكون”.
والوجود والعدم في حقيقة الامر مادي و معنوي..وكثير ما يحمل المعنوي اهمية وأثرا وتاثيرا ما يفوق المادي بكثير..
يتبع الوجود مبرراته..فلا وجود ان انتفت المبررات..و كثيرا تطرأ على الحياة امور تظهر وتختفي دونما اثر اذا ما انتفت مبررات وجودها..وقد يكون المبرر ظرفياً او انياً او مرحلياً..فينتفي في موقف و يظهر في اخر.
تلخيص المشكلة الانسانية بالوجودية في حقيقة الامر يجد له في الخلق والشرع أصول..
وكما أكدت دائماً اننا امة حضارية ينتفي وجودنا ما تخلينا عن او تخلت عنا الحضارة..و الحضارة هنا بمثابة الهوية التي نحملها و تعرفنا بل و تبرر وجودنا..كما أعيد التاكيد ان حضارتنا تستند الى تراث رسالي رباني يوثقه نموذج انساني رسولي و يترجمه تجربة إنسانية اتباعية ابداعية تجمع بين الأصيل والحديث و المعاصر..
دونما اي فلسفات او تعقيدات اكدنا طويلاً ان حضارتنا تراثية ومعاصرة ومستقبلية لا يحدها لا زمان ولا مكان و لا طبيعة المسالة..ذلك ان حضارتنا ليست الا تجسيد بشري لعالمية الاسلام كرسالة و عقيدة و هوية و منهج حياة، بل و حل للمشكلة الانسانية اياً كانت و اياً كان صاحبها مسلماً او غير مسلم، بل و تتعداها الى المسالة الوجودية للخلق بكل اشكاله و أجناسه و اطيافه و أنواعه “و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين”.
و لقد نظرت في اخطر مشاكلنا فوجدتها تتلخص بالاتي:
١. العقل
٢. الفهم
٣. الوعي
يحكى أن..كان فيه “موجة ثورية”
بقلم: د. نضـــال صـــقر
وثيقة إستراتيجية…..للأذكياء فقط
الجزء الأول من هذه الوثيقة هو مقال منذ عامين بعنوان “يحكى أن..كان فيه ثورة” يصف الحال الذي نعيشه اليوم و كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه. تاريخ المقال كان بعد ظهور النتائج الأولى لإنتخابات مجلس الشعب المنحل و قبل حتى ترشح الإخوان لإنتخابات الرئاسة.
بإستعراض بسيط، لا يغني عن قراءة الجزء الأول، تمر مصر اليوم بمرحلة من نتائج مخطط أمريكي قام على إجهاض الثورة للحفاظ على الدور الوظيفي للدولة المصرية في خدمة المشروع الأمريكي. و إقرأ في ذلك وثيقة “أمريكا و العالم الإسلامي..بين الشرعية و الأنظمة و الشعوب” والذي نشر قبل ثلاثة سنوات.
المشروع الأمريكي لإجهاض الثورة:
كانت الثورة صدمة لأمريكا، تعاملت معها مبكراً بالتآمر عليها بدءاً من مبعوث أوباما لمبارك المخلوع، فرانك وايزنر، مروراً بلقاءات سكوبي/عنان و البرادعي، وصولاً إلى إستحداث ملف خاص بمصر في الأول من مارس 2011 وإنتداب الدبلوماسية المخضرمة في “إسقاط الدول” آن باترسون.
أما بذرة الإنقلاب فكانت في تشكيل باترسون ل”تحالف رفض التعديلات الدستورية” أوائل مارس من نفس العام بمؤتمر في حياة ريجنسي بالقاهرة، بتمويل مشترك من نجيب ساويرس، وصحيفته المصري اليوم، وغرفة رجال الأعمال الأمريكان. “تحالف رفض التعديلات”، الذي ضم نخب مصطنعة وحركات ثورية مفبركة و نشطاء غبرة يجمعهم حب الظهور و المادة، أصبح فيما بعد “تحالف القوى المدنية” و تطور بعد تحالفه المعلن مع الفلول إلى ما يسمى “جبهة الإنقاذ” بمشتقاتها. من هذه المشتقات حركة تمرد المصنعة مخابراتياً و إستخباراتياً و عسكرياً، و الممولة ساويرسياً.
لكن ما يعني في الأمر أن كل هذه الأطراف ليست في حقيقة الأمر سوى أدوات بتواريخ صلاحية محكومة بالظروف، تنتهي بعدها في مقالب نفاية سياسية Read more
مصر الديموقراطية و أولويات بناء الدولة
بقلم
د. نضــال صــقر
أعلنت اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة بمصر فوز المرشح الذي ينتمي لفصيل رئيس في الثورة المصرية. د. مرسي هو أول رئيس منتخب لمصر بعد ثورة الخامس و العشرين من يناير، و يؤذن إنتخابه ببداية تاريخ جديد للدولة المصرية و المنطقة العربية و الإفريقية و العالم أجمع. يواجه الرئيس مرسي تحديات على مختلف المستويات، كما إعترض طريقه نحو الرئاسة العديد من التحديات تذكرنا جميعاً بالثورة المصرية نفسها و التي لا نكاد بعد عام و نصف نصدق تحققها، و أننا أسقطنا بالثورة نظاماً من أكثر النظم فساداً و إستبدادأ و وحشية. إلا أن ما يطمئننا جميعاً أن وصول مرسي إلى كرسي الرئاسة هو بحد ذاته معجزة إلهية، و خصوصاً لو نظرنا لمدى التخبط و الإرتجالية و العشوائية التي وقعت فيها حملته و الجماعة و الحزب الداعمين له في لحظات قاتلة من سير العملية الإنتخابية.
التحدي و أنواعه:
إن من أخطر ما تعانيه مصر اليوم و يعترض طريق نجاح مشروعها كدولة و ثورة هو غياب ثقافة الإستراتيجية في التفكير و التخطيط، و غياب ثقافة الإحترافية و الإتقان في العمل. و ينعكس خطورة غياب هذه الثقافة على مستويين رئيسيين: المجتمع و الدولة Read more
ظاهرة شباب الثورة، و معركة البحث عن الهوية
بقلم
تعتبر الثورة المصرية بحق الحدث التاريخي و الإنساني الأهم في حياة كل من عاصرها. و سيكتب التاريخ، لا محالة، أنها الحدث الأهم على مدى القرون السابقة و اللاحقة، و من الأحداث الفاصلة على مدى التاريخ أجمع.
الثورة بدلالاتها الإنسانية و الحضارية و حتى تفاصيل أحداثها، هي هبة و منحة ربانية لا يمكن تفسيرها بالمنظور المادي البحت، و من خلال تجربتي الشخصية فأنا أجزم بأن تطوراتها و نجاحاتها لم ترتهن في وقت من الأوقات لإرادة البشر، و إنما لسعيهم و تضحيتهم و تفانيهم.
الأخطر من هذا كله أن هذه الثورة ولدت بمشروع كان إندلاعها مجرد إيذاناً بمولده. مشروع الثورة هذا بالتحديد ليست هبة و لا منحة و لا حتى إختيار. مشروع الثورة هو وديعة و أمانة و تكليف و دين، و إن ثورة ربانية كالتي شهدنا لا يمكن أن تكون و لن تكون مجرد مطلب أو مجموعة من المطالب أو أهداف.
لطالما تجنبت الخوض في موضوع هذا المقال لما يمثله من بعد شخصي هو عصارة سنين من تجربتي مع الإنسان بكل أتراحها و معاناتها و آلامها، و لكنني و نحن على مشارف ذكرى سنوية أولى للحدث الجلل يحدوني رجاء بأن نستقيل جميعاً من عثرتنا، نتعلم من و نودع ما إستدبر. و نستقبل بوعي جديد و يقين ما هو مقبل، لنسير و من بعدنا جميعاً و يداً بيد في طريق المشروع الذي نحمل أمانته و تكليفه، و علينا دين أداء حق هبته و منحته. Read more
يُحكى أنَ … كان فيه ثورة
بقلم:
نضــال صــقر
من الطبيعي جداً و نحن أمة لا تقرأ، كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه دايان في معرض شرحه لأسباب هزيمة 67، أن يكون عنوان هذا المقال مدعاة هجوم و تجريح و تشكيك و غيره من السلبيات. و هذا بالتحديد الخطر الأكبر الذي يواجه التجربة المصرية الحضارية التي سطرت بدايتها أحداث ثورة الخامس و العشرين و جمعة الغضب في الثامن و العشرين من يناير على وجه التحديد.
الثورة بين المفهوم و الواقع:
أكرر هنا تحفظي على إستخدام مصطلح ثورة في وصف الحالة المصرية لما يمثله المصطلح من إختزال للتحول الحضاري الشامل و الذي بدأ بإعادة صياغة الإنسان و الشخصية المصرية، و سيمر في مرحلة من إعادة صياغة الهوية الحضارية و الإرتقاء بها إلى إعادة صياغة المسار الحضاري الإنساني. إنتهاء بإستعادة مصر لريادة الركب الحضاري الإنساني، لتقود الإنسانية جمعاء إلى آفاق جديدة من العدل و الحرية و الكرامة الإنسانية. تنشر العدل في الأمم و بين الأمم، و تخرج الطاقات الإنسانية إلى الإبداع و البناء و العمل و الإيجابية. و تقضي فيه على الطبقية و العنصرية و الإستبداد و الإستغلال و الظلم أياً كان و أينما كان. و إذا إعتقد البعض أن تصويري للتجربة المصرية فيه تهويل أو مبالغة أقول إن المستقبل الموعود يبدأ بوصل الماضي المشرق بالحاضر لنرتقي إلى المستقبل. هذا مع التنويه بأن إستحضار الماضي لا بد و أن يعتريه مراجعة للتجربة التاريخية و الإستفادة من دروسها لتلافي ما إعترى الماضي من عثرات
مصر بين الطوارئ.. و الطوارئ… و الطوارئ
بقلم
و تندرج ضمن مجموعة بدأت أؤكد على أهميتها منذ سنوات في موضوع “الوعي السياسي” و الذي أصبح الآن الشرط الرئيسي لإنجاح المشروع الوطني في مصر و غير مصر. أما ما نعنيه بالوعي السياسي هنا فهو بإختصار شديد القدرة على إستيعاب العوامل و المتغيرات السياسية لفهم الواقع السياسي فهماً دقيقاً للتوصل لإستنتاجات صحيحة في قراءة المشهد، و التعرف على أهم خصائصه و ظروفه و تحدياته و مشكلاته و الحلول اللازمة و المناسبة لهذه المشكلات و أولويات المشهد و المرحلة. و إن كان الكلام السابق يبدو من قبيل “الكلام الكبير” و الترف الفكري فإنه في حقيقة الأمر ليس كذلك، بل و أصبح الآن ضرورة ملحة ليكون جزءاً أساسياً من الفهم و التفكير العام. Read more
نحـــن…..و التـــــــــــــــــــاريخ
بقلم نضـــال صـــقر
“التــــــــــــــــــاريخ:
بعضنا..يتحدث عنه…
قليل منا..يقرؤه…
…و النادر النادر…..
..من يصــــــــــــــــــــــنعه”
كــــــــــــــلام في اللـــــــــــــــــيبرالية
بقلم نضال صقر
يكثر في السوق السياسي “ما بعد الثورة” إستخدام الكثير من المصطلحات السياسية، و رفع شعارات و إعلان تحزبات و إستقطابات بل و عقائد سياسية يرددها الكثيرون، و يدعي الرمزية لها كثيرون، و يبدو كأن السياسة أصبحت عدو الكياسة، و كأن التصحر و الحرمان السياسي أخرج الحس السياسي لدى الكثير من المصريين على شكل كرنفال متعدد الألوان و الأطياف و “الكلام الكبير”، و يجعلنا جميعاً نتساءل: هل يمكن أن يخرج هذا العبث و التخبط السياسي من رحم ثورة عظيمة غير مسبوقة كتلك التي شهدنا و شهد لها العالم أجمع؟.
سنحاول هنا قراءة المشهد السياسي في “مصر ما بعد الثورة” و ليس “مصر الثورة” و التعرف على بعض ملامح المشهد و دلالاته، كما سنتعرف على معنى مصطلحات رائجة مثل “ليبرالي” و “علماني” و “إسلامي” في سياقين أولهما البيئة التي نشأ فيها المصطلح، و ثانيهما إسقاط هذه التجربة على الواقع المصري. Read more
مصـــر: بين فلول الثــــــورة و فلول النظام
بقلم: نضـــال صـــقر
شهدت مصر في جمعة الغضب الثانية، مع إعتراضي على التسمية، عرساً ديموقراطياً بهيجاً يضفي على ثورتها رونقاً و تألقاً. الحضور اللافت و الأداء الحضاري في الإحتفالية و التعبير الديموقراطي الحر و تأمين الفعاليات كلها ذكرتنا بالأيام الحلوة التي عشناها في ثورتنا، و التي قلما نسترجعها دون أن تدمع أعيننا لها شوقاً و حنيناً. و لا يفوتني أن أسجل هنا شكري و تهنئتي إلى كل القوى و الجماعات والأفراد الذين شاركوا جميعاً في تجديد الأمل في نفوسنا، و تأكيد الثقة التي ولدتها الثورة لدينا جميعاً بتحضر و أهلية و جاهزية مصر، كل مصر، للمضي قدماً في المشروع الحضاري للثورة كنموذج لجميع شعوب العالم التواقة للحرية و الكرامة.
كما و أضرع إلى صانع الثورة و صاحب الفضل فيها، الله وحده، بالحمد و الثناء على حفظ شبابنا و كل مصرنا من كل سوء، بعد أن إنتاب البعض منا الكثير من المخاوف على أمنهم و سلامتهم، نظراً لما تعانيه البلد من إختراقات خطيرة. Read more