متى النصر

September 26, 2014 by
Filed under: Articles, Uncategorized, مقـــالات عربيـــة 

آفاق النصر بين المقومات و المعوقات و الاستحقاقات و التجليات

بقلم: د. نضال صقر

لخص احد فلاسفة الغرب ان المشكلة الانسانية هي “ان تكون او لا تكون”.
والوجود والعدم في حقيقة الامر مادي و معنوي..وكثير ما يحمل المعنوي اهمية وأثرا وتاثيرا ما يفوق المادي بكثير..
يتبع الوجود مبرراته..فلا وجود ان انتفت المبررات..و كثيرا تطرأ على الحياة امور تظهر وتختفي دونما اثر اذا ما انتفت مبررات وجودها..وقد يكون المبرر ظرفياً او انياً او مرحلياً..فينتفي في موقف و يظهر في اخر.

تلخيص المشكلة الانسانية بالوجودية في حقيقة الامر يجد له في الخلق والشرع أصول..
وكما أكدت دائماً اننا امة حضارية ينتفي وجودنا ما تخلينا عن او تخلت عنا الحضارة..و الحضارة هنا بمثابة الهوية التي نحملها و تعرفنا بل و تبرر وجودنا..كما أعيد التاكيد ان حضارتنا تستند الى تراث رسالي رباني يوثقه نموذج انساني رسولي و يترجمه تجربة إنسانية اتباعية ابداعية تجمع بين الأصيل والحديث و المعاصر..

دونما اي فلسفات او تعقيدات اكدنا طويلاً ان حضارتنا تراثية ومعاصرة ومستقبلية لا يحدها لا زمان ولا مكان و لا طبيعة المسالة..ذلك ان حضارتنا ليست الا تجسيد بشري لعالمية الاسلام كرسالة و عقيدة و هوية و منهج حياة، بل و حل للمشكلة الانسانية اياً كانت و اياً كان صاحبها مسلماً او غير مسلم، بل و تتعداها الى المسالة الوجودية للخلق بكل اشكاله و أجناسه و اطيافه و أنواعه “و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين”.

و لقد نظرت في اخطر مشاكلنا فوجدتها تتلخص بالاتي:
١. العقل
٢. الفهم
٣. الوعي

اما العقل، بالمفهوم الإدراكي المعنوي العاطفي و الروحي، فهو ما اختص الله به الأنسان دون سائر المخلوقات..
خلق الله للإنسان الحواس حتى ترصد الظواهر و الملاحظات..واجتمعت الحواس في خلق الانسان وسواه من الكائنات..اما اعمال العقل في الظواهر والملاحظات ففطري وجودي كفزع الحيوانات من الاخطار والنيران دونما جهد عناء تفكير..وفكري تحليلي استنتاجي بين ظواهر وملاحظات و أسباب و مسببات ونتائج..و هي خواص و ان اتيحت للبشر فليست بالضرورة محل تشغيل و استثمار..الكثير الاعم من البشر يتعامل مع الظواهر بشكل غريزي طبيعي قد يكون شهواني..والبعض يعمل فيها العقل و الغريزة فتنشأ لدينا المذاهب الفكرية والاراء و الاتجاهات..والبعض يعمل فيها العقل و الفطرة فتتولد العقائد والقناعات و المعتقدات والحالة الإيمانية..
اذا لا تتحق الوجودية الانسانية الا بأعمال العقل وفق الفطرة..ومن هنا يمكننا العودة الى النص القراني في تلخيص المسالة الوجودية “و ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون”..وبالمفهوم المعاصر انت تعبد الله اذاً انت موجود

“نخش في الموضوع”!!!
نعيش اليوم ازمة تختلف عن كل ما مر بنا من ازمات..المسالة اليوم هي وجود او لا وجود..
كثيراً ما نسمع مقولة “المسلم الجيد هو المسلم الميت”..هذه المقولة ليست هذيان بعض المتطرفين..لكنها في حقيقة الامر قناعة راسخة لدى صناع القرار في الغرب اياً كان مدى ما ظهر او توارى من إنسانيتهم..و لعل تعامل الغرب مع حياة المسلم و استباحة الدم المسلم بل والحرص الذي لا ينقطع على الإيغال فيه بمناسبة او غير مناسبة خير دليل على تعطش صانع القرار الغربي للدم المسلم..فعلى سبيل المثال عندما يقصف الاحتلال الصهيوني مجموعة من الصبية و هم يلعبون على شاطىء البحر او يقوم باستهداف ملجأ هرب اليه الأطفال والنساء والشيوخ، تجد ردة فعل الرئيس الامريكي لا تتجاوز بضع كلمات مالوفات ممجوجات “من حق اسرائيل الدفاع عن النفس”..

هذا التشوه في القيمة الانسانية ينزع صفة البشرية عن كائنات شكلها كشكلنا، تدب على الارض كدبنا، اسمها كاسمنا، بل و تجتمع فيها من الأعضاء ما يجتمع في الواحد فينا، الا انها في حقيقة الامر ليست منتفية المبرر و الوجود فحسب بل هي في حقيقة الامر عدواً صريحاً و تهديداً للحياة و للوجود الانساني برمته..و هنا بيت القصيد

المسلم و مبررات وجوده..
ذكرنا ان المسلم هو انسان يذعن لله بكل جوارحه ويستسلم..و يقبل طواعية التكليف الرباني بعبادة الله كمبرر وجود..و يعمل عقله في هذا التكليف و يفهم ان العبادة هي تجسيد في الذات و رسالة للغير بما يصلح الانسان..و يعي ان هذا التكليف هو مسؤولية و رسالة حضاربة تنتفي مبررات وجوده متى ما تقاعس و تخلف عن حملها و ادائها..

الحضارة والرسالة الحضارية..
الحضارة للمسلم هي ليست سوى القراءة المعاصرة للتراث..هي السعي الحثيث و الشغل الشاغل لحل المشكلة الانسانية وفق هدي من خلق الانسان ويعلم ما يصلحه..و الرسالة الحضارية هي احد تجليات مفهوم العبادة..ان تحمل الرسالة من المرسل الى المرسل اليه مع التاهيل الذاتي المتزامن لحامل الرسالة..فلا يستقيم حامل رسالة لا يتمثلها و لا داعي لقيمة لا يعيها ويحملها و يجسدها..

الصراع الحضاري..
صراع الوجود هو بين حق و باطل..بين ما يبني الانسان ويصلحه و يسعده..و بين ما يهدمه و يشقيه و يتعسه..
هذا بمنتهى الاختصار الصراع بيننا و بينهم..

اما نحن فكل من خشع لله و أذعنت له رقبته ونطقت جوارحه إذعانا و تأمينا للنص والتراث “اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا”..نرعى لله حرماته..نذود عن حدوده..نحفظ قدسية و حياة و حقوق و حريات و ممتلكات و إنسانية بل و طبيعة سائر خلقه..
اما هم فأعداء الحياة والوجود..و ان كان هدفهم فناء حياة غيرهم..اياً كان هذا الغير..فهم في حقيقة الامر يحفرون قبورهم و قبور أهليهم و اولادهم و ذويهم بايديهم اولاً لا بايدي غيرهم..و ليس ادل من ذلك تقريرا صدر مؤخراً للمباحث الفيدرالية الامريكية يؤكد “طفرة غير مسبوقة في تصاعد احداث القتل الجماعي في المجتمع الامريكي منذ عام ٢٠٠٠”، و هو العام الذي أصبحت فيه الحرب الامريكية “على الاسلام” لصانع القرار الامريكي شغله الشاغل و اُسلوب حياة..

اين نحن من كل هذا..
بطبيعة الحال كان التحذير والحرص الحثيث على رفع الوعي لدى العامة والخاصة في امريكا وبلاد المسلمين على حد سواء شغلنا الشاغل على مدى اكثر من ثلاثة عقود..بل لا يكاد يخلو اي حديث عابر لنا من التطرق الى الصراع و ماهيته و نتيجته..
هذا الصراع كما ذكرنا هو الشغل الشاغل واسلوب حياة لدى صانع القرار المتحكم بواقع الدول والانظمة والحكومات في كل الفضاء العربي و الاسلامي..فمن باب اولى، و لو من فرض الكفاية، ان يتفرغ البعض من المسلمين لرصده و تحليله و فهمه وادراك تفاصيله و مقاصده و نواياه و مآلاته و نقاط ضعفه و قوته و كيفية استباقه و استثماره و التصدي له و التعامل معه و اجهاضه و كل ما يستدعيه الموقف و الظرف و التطورات..ذلك ان الرد الفعلية و انتظار مبادرة الخصم ينتفي و حقيقة الإيمان و الهوية للمسلم “لا يكن احدكم إمعة” بل و حتى نهى الله عز و جل في كتابه الى الاحتكام لرد الفعل “و لا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا”..
اذاً “الوجود الاسلامي” ينبني عليه مسؤولية حضاربة في تجسيد نموذج بشري لعبادة الله سبحانه وتعالى..تتلخص بالحل الرباني لما يقيم شان المخلوق ويسعده في الدارين..ومن هنا يتجلى في الاسلام القيمة الوجودية التي ينزع لها المخلوق فطرياً و هو “السلام”..
اقرا معي قراءة حضارية معاصرة للتراث حتى تدرك القيمة الجمالية الوجودية التي يمثلها الاسلام عندما يتحقق “أولئك لهم الامن و هم مهتدون”…

خلفيات..
رحم الله مفكرنا العظيم سيد قطب بما فتح الله عليه وأنار بصيرته..لربما كل ما طالعت من كتاباته لا يخرج عن انشغال بالمسألة الوجودية والرسالة الحضارية للمسلم..فلا غرو ان تصدرت صورته صفحة أشهر مجلات امريكا..لعلها التايم او نيوزويك..بدايات الحرب الإرهابية الامريكية على الاسلام بعنوان “الحرب على الارهاب”..وكتبت تحت صورة المفكر الشهيد سيد قطب “الاب الروحي للارهاب”..

هذا الفهم الحضاري لوجود المسلم و رسالته هو في حقيقة الامر “المشروع العدو” الذي تحاربه قوى البغي و العدوان..امريكا وتبعاتها في النظام العالمي والاقليمي و العربي و “الاسلامي”

الانتماء..و الولاء و البراء..
ليس سراً ان كاتب هذا البحث..العبد الفقير الى الله..امريكي المولد و الجنسية و الانتماء..نعم امريكي الانتماء..و سنأتي على مسالة “الانتماء الامريكي” لاحقاً
كما انه ليس سراً ان اغلب كتابات العبد الفقير في مقارعة “الشر الامريكي” من عقر الديار الامريكية و تحت سمع و بصر مخابراتها و صناع القرار فيها على حد سواء..و مقارعة “الشر الامريكي” في حقيقة الامر والمجاهرة به هو قمة الولاء و الانتماء..

ولاء المسلم وانتماؤه بداهة لا يكون الا لخالقه، و التزامه لا يكون الا لغاية خلقه..”و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين”..شاء من شاء و ابى من ابى..
ورد في النص القراني “ان من أزواجكم و اولادكم عدوا لكم فاحذروهم”..فان كان هذا التحذير ورد في اهل البيت و الاسرة..فمن باب اولى ان يكون في اهل البلد او “الوطن”..
الا ان التعقيب الرباني في الاية “وان تَعْفُوا و تصفّحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم”..و ان كان في اهل البيت من الزوج و الولد فلا ينسحب على اهل البلد ما اصيبت حرمات ودماء..وهنا بيت القصيد..

التكليف هو التكليف..الا ان محل التكليف وطبيعته و وسائله و أساليبه تختلف و تتفاوت و ما أقره الشرع اولاً و ما تقتضيه الحكمة و فقه الحال..

و من معاشرتي لأهل الكفر وجدت ان عداء الكثير منهم للإسلام انما مرده الجهل و تقصير المسلمين في حمل رسالة الاسلام اليهم..و ما اسلام مخرجي الأفلام و الكرتونات المسيئة عنا ببعيد..و ما حارب الرسول و لا صحابته من بعده قوما دون تبليغ الرسالة اولاً..و اغلب ظني اننا لسنا فقط لم نبلغ الرسالة الى حد بعيد و انما كنا شر رسل لخير رسالة..و هو ما يستدعي منا مراجعات صادقة مخلصة متجردة لهويتنا و مبرر وجودنا و رسالتنا ومسؤوليتنا الحضارية..

و بالطبع عندما يكون الابادة القتل و القصف و التدمير هو لغة تعامل الاخر معك فأولى الاولويات هو الصد و الذود و الجهاد لصون حرمة الحياة..و لكن ايضاً وفق ما شرعه الله و وصى به نبيه من قواعد “الحرب و السلام”..
اما مسالة البراء من اعداء الانسانية والحياة و معتفداتهم و مذاهبهم فهذا معلوم من الدين بالضرورة..أفتى جل العلماء ان مجرد “عدم البراء” من الكفر وصنائعه و دمويته و قتله يخرج من الملة.

داعش و النصرة و السيف..
على مدى قرون تعرض المسلمون لمظالم و مقاتل و حروب لمجرد كونهم مسلمين..
و تمثلت موامرة اعداء الاسلام على المسلمين بالقتل و التنكيل و التشريد و الاحتلال و التدمير..لكن الاخطر منها جميعاً هو قمع الشعوب و الاستبداد بها وسجنها للحيلولة دون اي رد من الشعوب لرفع هذه المظالم وصد العدوان..
ولعله ليس مفارقة ان خلق الكيان الاحتلالي الصهيوني المسخ يقترن بخلق منظومة الدول و الحكام والحكومات العربية واجهزتها من جامعة عربية و منظمة موتمر اسلامي..
اذا فمنظومة القمع و الديكتاتورية و الاستبداد في بلاد العرب و المسلمين ليست في حقيقة الامر سوى الوجه الاخر من معادلة الصهيونبة و الاحتلال و الحرب على الاسلام..

و ما نراه اليوم من حرب على داعش و فاعش و ماعش ليس في حقيقة الامر سوى تشغيل هذه الانطمة العاطلة الباطلة البائسة الفلكية الفاشلة الجاهلة الرذيلة في التنكيل و إمعان القتل في شعوبها بحجج و براهين استعراضية استهبالية تنسجم و تردي و تدني هذي الانظمة المنتفية لكل مبرر و وجود

اذكر في احد الفصول الثانوية طلب منا تحضير جهاز عظمي لحيوان..و قد كانت مجموعتنا تتكون من أربعة من الفتوات اصحاب الشنبات..اجتمع ثلاثة منهم للإمساك بارنب مسكين في حين تعين على الرابع اعمال الذبح في الحيوان الضعيف مسلوب الارادة..اذكر وقتها كمية من الرعب والفزع اجتاحتنا جميعاً في إتمام عملية الذبح لم تنتهي الا باستدعاء فراش المدرسة لينجز المهمة..
خلاصة القول ان مسالة الذبح بحد ذاته لا توافق مزاجي خاصة و لا مزاج كثيرين..لم اجد لها تاصيلاً شرعيا..لم ارى لها مبررا و حكمة سياسية..اللهم سوى بيت من الشعر العربي “و من لم يمت بالسيف مات بغيره..والموت بالسيف اعلى و أفخر”..و ان كان اغلب ظني ان هذا ليس مراد الذابحين..هذا مع التنويه بتعدد روايات البيت..

خلاصة القول ان الذبح ممجوج تعافه النفس السوية..ولكن قطعا ليس اكثر بشاعة من القتل و الذبح و التنكيل بقنابل الامريكان توماهوك او دون طيار و لا مجازر اسرائيل في فلسطين و غزة و لا بالطبع مجازر و محارق المسخ السيسي في رابعة و ربوع مصر..

ولو تذكرنا “لان يهدي بك الله امرءاً مسلماً خير لك مما طلعت عليه الشمس او غربت”..او كما قال حبيبنا عليه السلام..لاختلف اجتهاد بعضنا في الذبح..اما عن الحكمة و الدعوة لدين الله فنكتفي بأمثلة ابيجدال و أيفون ريدلي و شاليط و غيرهم كثير

اذا قيمة الحياة الانسانية التي أقر و حفظ حرمتها الله جل علا تحتم علينا عدم الاقتصار على تجريم و ادانة رد الفعل دون انكار و محاربة اصل الجريمة..و اصل الجريمة هنا هو الظلم و البغي و العدوان بمختلف صوره و اشكاله ايا كان مخططه و مرتكبه و أدواته و وسائله و كلابه

الاخوان بين المشروع و التجربة و المآلات..
باختصار شديد..سبق الاخوان النظام العالمي نشأة..وسيظل الاخوان بعد زواله..و الاخوان هنا ليسوا افراد و جماعة و تنظيم و قيادات..بل هي دعوة الى الله خالدة تعنى ببناء الأنسان وتهذيبه فردا و اسرة و عائلة و مجتمعاً و مؤسسات و امة و خلافة و نظام حكم

و ما ازمة الاخوان اليوم سوى اختلاط اولويات او فساد اجتهادات..و يقيني ان دعوة الاخوان “كلمة طيبة اصلها ثابت و فرعها في السماء”..غفلة بعض قيادات الاخوان و اختلاط أولوياتهم وفرت فرصة سانحة لاعداء الاسلام للانقضاض عليهم اولاً “كبوصلة للمشروع الحضاري الاسلامي”..ثم الاستفراد بباقي التيارات و الاتجاهات و الجماعات الاسلامية اياً كانت اجتهاداتها و مدارسها..
و ليس غريباً ان اكثر تجارب الاخوان اكتمالاً و نضوجاً هو محاربة الاخوان للاحتلال الانجليزي في مصر و فلسطين..ثم تجربة حماس المبهرة و التي تجافي كل حسابات المادة و موازين القوى..

و لكان مفاد تجربة الاخوان ان “نار الاحتلال الاجنبي و لا جنة المستبد ذو الاسم العربي او المسلم” كان لها الاثر الاكبر في تنقية الصفوف و وضوح الاولويات و نجاعة التجربة.

امريكا و ما ادراك ما امريكا..
تحدثت في امريكا طويلا..و حلول المشكلة الامريكية..بل و خاطبت صانعي قرارها مراراً فوجدت ان مشروعهم الشيطاني انما يتمدد في الفراغ..و ان السبب الرئيسي لتمدده هو غياب المشروع الحضاري البديل الذي نحمله..و الذي هو في حقيقة الامر “مصلحة امريكية” قبل ان يكون “مصلحة اسلامية”..و من سجالاتي مع بعضهم و محاولاتي الحثيثة مع قادة العمل الاسلامي في مصر و خارج مصر، فإننا لم نطرح نحن الطرح الذي أبدى الامريكان مراراً استعداد صريحا لقبوله..و أخفقنا نحن بالتحدث باللغة التي يفهمون و يقبلون..ارجعوا في ذلك لمقالي باللغتين العربية و الانجليزية “امريكا و العالم الاسلامي” و هو من منظورين مختلفين وان تشابه العنوان..
ولكان “من تعلم لغة قوم امن مكرهم” و “ما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم” لا تعني صانع القرار الاخواني الذي يعيش في ملكوته الخاص من قريب او بعيد

و باختصار شديد فلست ارى في امريكا سوى تتار العصر الحديث..و ان مالهم مال تتار العصر القديم شبرا بشبر…

الحل و المخرج من الازمة.،
قلنا ان الحضارة و الحل الحضاري ليس سوى قراءة معاصرة للتراث..
“لا يصلح امر اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها”..قراءة حضارية للتحول الحضاري الذي احدثه الاسلام في عباد الحجر و الشجر ليخرجوا بالانسانية كلها من غياهب الظلمات والجاهلية والضلال الى فسحات ونور الله والإيمان و سعادة الدارين..

“يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره و لو كره الكافرون”..فليس اقل ان نكون من سدنة نور الله و حملة مشاعله..و اذا كان الهجوم خير وسيلة للدفاع..فليس اقل ان يعتنق الواحد منا مشروعا دعويا تصل به دعوة الحق الى الافاق..
و اما اهل الحل و العقد و السياسة من قومنا..فدعوتنا لهم ما زالت مفتوحة و أيادينا ممدودة..

عيب كل العيب ان نكون نحن اصحاب الرسالة و الحل و الحضارة و يقتصر كل وجودنا و كينونتنا في دائرة رد الفعل و التلقي..
لم يعد لنا عذر ان لا نتدارك ما اختلط من امرنا..و نبتهل لاصلاح فساد قلوبنا..نسترجع النية و نستحضرها..و نعقد العزم ان نقوم ما اعوج منا وفينا..
اما امر الحشود و الجحافل و التحالفات و الاساطيل والحروب العالمية الفكسانة فسهل و مقدور عليه باذن الله..
“و ان اوهن البيوت لبيت العنكبوت”

Comments

Comments are closed.