التطرف و كيف نعالجه
للعقلاء فقط
أعشق العربية و أمقت العروبية. فالعربية وعاء القرآن و الحضارة، أما العروبية فهي تخلف داحس و الغبراء و البسوس. و ما ممالك الأعراب اليوم و جمهورياتهم و جماهيرياتهم و إماراتهم إلا إيغال في العروبية، و ليس لها من العربية إلا أسماء سماها حكامها، ما أنزل الله بها من سلطان.
و مما أعشق في العربية هو تفصيلها في المعاني بين المصطلح و اللغة. فالتطرف لغة هو المغالاة فيما إعتاده و تعارف عليه الناس. أما إصطلاحاً فالتطرف هو الإيغال في فهم و تفسير ما قبِله الناس، و حمله إلى ما لا يقبله الناس.
فإذا إعتاد الناس بسيط المطعم و الملبس، كان الإسراف و التبذير في المطعم و الملبس تطرفاً. أما إذا إعتاد الناس البذخ و الإسراف، فيصبح الزهد و الرضى بالقليل تطرفاً. كذلك فلو قبل الناس مبدأ العدالة في توزيع الثروة، و فهم الحاكم أن العدالة تتحقق بمجرد الإستيلاء على أموال الغني و إعطائها للفقير بحجة تحقيق المساواة في توزيع الثروة، أصبح العدل جوراً و المغالاة فيه ظلم قد يكون أفدح من أصله.
من هنا فإن أي معالجة لقضية التطرف ينبغي لها أن تتسم بالعمق و الشمولية و الواقعية حتى لا يكون الخوض فيه إمعاناً في الضلال و التضليل. و من الملاحظ بأن عموم من يتحدث في التطرف لا يمتون إلى الإعتدال بصلة، فأصبح الحديث في التطرف مبعثه تطرفاً، و غايته إيغالٌ في التطرف. Read more
العمل الإسلامي بين الجنوح و الطموح
و خيار العمال بين الإستعمال و الإستبدال
بقلم د. نضال صقر
العمل هو ركن من أركان الحقيقة، فالعمل هو الوسيلة التي بموجبها تصبح الفكرة واقعاً و الخيال حقيقة. و كما أن لكل بنيان أركان فكذلك العمل له خواصه و مقوماته و مفاهيمه و أطره، بل و أساليبه و نظرياته و أركانه.
العمل قد يكون صالحاً تغتني به البشرية و ينتفع به الخلق من بشر و كائنات و بيئة، و قد يكون غير ذلك إذا إنتفت المنفعة أو إذا شاب العمل أو نتيجته أو كليهما ضرر و إن كان فيه منفعة. و هنا يخضع تقييم العمل لموازنة المنفعة و الضرر أو لتقدير المصالح و المفاسد. إلى هنا يلتقي العمل على كافة صوره، إسلامياً كان أو غيره.
و تختلف معايير تقييم العمل بإختلاف معايير المقيم للعمل، فهناك معايير النفع و القبول و الجدوى و الضرورة و غيرها التي يخضع العمل لها في التقييم. Read more
واقع الأمة: بين أزمة العولمة و عولمة الأزمة
عندما يصبح الوعي ترفاً!!! (الجزء الأول)
بقلم د. نضال صقر
نحاول في هذه المقالة التعرف، في عجالة، على إشكالية الوعي و أثرها على الأزمات المعاصرة. الجزء الأول من المقالة هو محاولة لتشخيص إشكالية الوعي. و نتعرف في الجزء الثاني “حتى لا يصبح الوعي ترفاً” على سبل الخروج من الإشكالية و معالجة هذه الأزمات.
إن المتابع لأحوال هذا الزمان يخلص إلى نتيجة مفادها أن الأزمة أصبحت ظاهرة ملازمة مألوفة لجميع أحوال المجتمعات و الشعوب، و على مختلف المستويات، حتى أصبحت صفة غالبة بدلاً من أن تكون مجرد حالة إستثنائية.
أما مظاهر هذه الأزمة و أبعادها فأصبحت من الشيوع حيث لم يعد إدراكها قاصراً على نخبة فكرية أو ثقافية، أو على مرحلة عمرية أو طبقة إجتماعية أو إقتصادية بعينها. بل و إن الأزمة تخطت حدود الجغرافيا و الثقافات حتى باتت ظاهرة عالمية شمولية. Read more