علِّي و علِّي و علِّي الصوت
موقف الشــرعية الثــورية من التعديلات الدستورية
بقلم* نضال صقر
كنا نهتف أثناء الثورة بهذا الهتاف ضد الطاغية الذي جثم على صدر الوطن لثلاثة عقود. أما الآن و للأسف أخذنا نردد نفس الهتاف و لكن ضد بعضنا بين معارض للتعديلات الدستورية و مؤيد لها.
في الحقيقة التعديلات الدستورية تمثل أولى التجارب الديموقراطية خارج محيط ميدان التحرير، إذ أن كل يوم من الإعتصام كان يحفل بضرورة الإختيار بين مواقف مختلفة، إجتازها الثوار جميعها بمنتهى الحضارية التي ميزت ثورة الأحرار في مصر. و يغيب علينا جميعاً أن الأولوية المطلقة هي للمشروع الوطني برمته و أن المسائل الإجرائية لفترة إنتقالية لا يجب أن تأخذ منا كل هذا العبث و التأويل و إعادة التأويل، بل و إن قمة العبث ما رأينا من قيام البعض بمحاولة الحجر على الرأي الآخر عن طريق رفع دعاوى قضائية لوقف الإستفتاء، و هي ذات التقاليد التعسفية للنظام السابق الذي أسقطته الثورة.
لو إستعرضنا الجدل الدائر حول التعديلات و أسبابه لوجدنا أنه يعود لأي سبب سوى مصلحة مصر الثورة و حقيقة مصر الثورة، و هذا أمر غير مستبعد حيث أن “رموز الفتنة” لم تصنعهم الثورة، بل و يجهدون في محاولة نسب الثورة لأنفسهم و أبوتهم الروحية لها، في حين أن الثورة لم تأت إلا بقدر من الله و عنايته و بإخلاص الثوار، و هذا ما يعرفه كل من شارك في الثورة. هذا بالإضافة إلى وجود عناصر لاتمثل حتى الأقلية تهدف لإستغلال فتنة التعديلات و الحشد لرفضها و ذلك كستار لإلغاء بنود دستورية محل إجماع من الأغلبية Read more